بين البدايات وهدوء الانتظار

أشعر بهدوء الانتظار هذه الفترة، على الرغم من تذمري منه وضجري من افتتاح اليوم بالنظر على بريدي الالكتروني، لكنني أعتقد أنها فترة استراحة ضرورية لانطلاقة جديدة، لم أحدد بعد بالضبط كل ما يتعلق بهويتها. انتظار يشبه لحظات الجلوس أمام سفرة الإفطار وانتظار الأذان، الفرق فقط أنني لا أعلم موعد غروب شمسه.
بداية هذا العام أسميته عام البدايات الجديدة، هاقد دخلنا إلى ربعه الثاني، حاولت أن أجرد مدى تحقيقي لهذه المقولة، وجدت أنني لست بعيدة تماماً، بدأت بالكتابة بمجالات جديدة، كتبت قصة للأطفال وكتبت قصة قريبة من الفانتازيا، وعملت على تعديل وتنقيح روايتي الجديدة التي انتظر رداً من دار لنشرها، وبدأت البحث بشكل جدي عن عمل ثابت في مجالات كتابة المحتوى والإعلام، وبدأت حساب خطواتي اليومية لتحقيق هدف ثابت كل يوم، وأفكر بكيفية البدء بصناعة بودكاست بسيط دون أدوات احترافية. قد لا تكون بدايات ضخمة، لكنها بدايات، أحب نكهة البدايات، تشبه الرائحة التي تنتشر في المطبخ في أول لحظة أفتح فيها الفرن لأطمئن على نضج الحلوى المخبوزة.
على الرغم من دراستي للغة الإنكليزية إلا أنني لم أعتد قراءة الكتب بها، اكتفي بالمقالات، لذلك قررت أن أبدأ واخترت كتاب Show your work انشر فنك لأوستين كليون، لغته سهلة وبنفس الوقت لابد أن أجرب تطبيق أفكاره، تحمست للأفكار التي قرأتها فيه حتى الآن.
كان رمضان فرصة أيضاً للبداية بعادات جديدة، كقراءة القرآن بما تعلمته حتى الآن من التجويد، واكتشاف برامج دينية جديدة.
بدأت كذلك بتحرير مشاعري السلبية بسلاسة على شكل كتابة أو حديث، تحريرها لا يعني التخلص منها بكبسة زر، إنما تخفيف أثرها، وتخفيف وزنها الثقيل على الأكتاف. مثلاً البارحة تضايقت من الإضاءة الخافتة، أكره الضوء الأبيض الخافت الذي ينذر أن أن الليد شارف على الانطفاء بسبب انتهاء شحن البطارية، لكنه يقاوم، أحياناً أخشى أن تتحول بشرتي إلى ذلك اللون مع تكرار التعرض له.
من الأشياء القليلة التي بقيت لطيفة في حمص نسمات الهواء التي تنساب من النوافذ لتجدد شعورك بالانتعاش، أتت تلك النسمات في وقتها تماماً في طريق العودة من صلاة التراويح، الهلال أيضاً كان يشبه الابتسامة، صحيح أنه لا يملك نوراً مبهراً، لكنه ليس بائساً كضوء الليد المتعب، الحمد لله أن الطبيعة لا تعمل على الكهرباء.
الكهرباء لا تؤثر على النسمات صح، لكنها تؤثر على اختيارات المسلسلات التي أشاهد مقتطفات منها على التلفاز، وللأمانة والصراحة، بت أستمتع باكتشاف الأفكار التي يريدون ترويجها في المسلسل أكثر من متابعة المسلسل بحد ذاته، أغلب الأعمال ملوثة، ربما ألعب مع نفسي لعبة اكتشاف مكونات الخلطة الملوثة، وأتذكر لعبة ورقية كنت ألعبها في الطفولة تسمى اكتشاف الكذاب أو عقوبة الكذاب، كانت مسلية برسومات ملونة ومبهجة.

أضف تعليق