وقفة مع الريح

الرياح تصفع الشبابيك، تخلع كل الأشياء التي لا تتمسك بما حولها بشدّة، قبل الخروج من المنزل تتفقد قلبك، هل يتمسك بالحياة بما يكفي؟

ملاقط الغسيل لا تقوى على تثبيت الكثير من الآمال. ربما كانت الحياة أسهل لو امتلكنا نفس شعور الاستحقاق الذي يمتلكه هذا الهواء القوي، واقتحمنا كل الأبواب المغلقة، وأزعجنا سكون كل الأشياء المعلّقة، وأثرنا الغبار في وجه حساسية المرحلة، واصطدمنا بأكتاف الماضي دون أن نعتذر بلباقة، وبعثرنا بسرعة أناقة كل ما نشعر أنه مزيف في طريقنا، وأغوينا الستائر للرقص لا لحجب الدواخل، وآمنا أن الجدران مهما كان لونها مجرد مناورات بين الطرقات والسكن  والقيد والسكون والحرية، وعبرنا المسافات بثقة، دون عناء البحث عن فيزا مستحيلة وكلام منمق لحشو الاستمارات وطرق أقل وعورة لتجديد جواز السفر. الرياح قوية، ومحظوظة.. لا أحد يستطيع ترويضها وإقناعها بالتأقلم والرضا لا أحد يعاتبها على غضبها، وفي لحظات رقّتها يتغزّلون بها، بالنسيم.

تمسّك جيداً… تمسّك، الأيادي المرتخية لا تحصل على العناق، تقتلع الريح أصحابها، دون أثر، دون حتى أن يتحولوا إلى نجمة لامعة في السماء كما كانت تخبرنا مسلسلات الرسوم المتحركة.

2 thoughts on “وقفة مع الريح

  1. أجل، الأيادي المُرتخية لن تحصل على العناق، وكذا الأماني الرمادية التي نريدها ونخشاها فنزرها كالمُعلقة لن تخرج للنور ما دمنا نخبئها أسفل وسادتنا.
    رائع إميسا، إحساسك رقيق ومفرداتك راقية 🌹.

    إعجاب

أضف تعليق